بسم الله الرحمن الرحيم

اول الخلفاء الراشدين ابو بكر الصديق رضي الله عنه

بسم الله والحمد لله وعلي بركة الله وياله من شرف عظيم ونعمه من الله ان يمن الله علي ان اتحدث عن رجل من اعظم رجال العالم ولنبدأ بصديق هذه الامة

" ابو بكر الصديق رضي الله عنه "

اسمه ونسبه :-

هو عبد الله بن عثمان بن عامر ، وكان ابوه يكني بأبي قحافه .

وأمه سلمي بنت صخر بن عامر ، وهي بنت عم ابيه .

فطرته السوية :-

كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه " محب وودود يود الحياه الصالحه لكل حي " وفؤاده الذكي ينطوي علي رغبة غامرة في ان يسدي إلي الناس الخير الذي يحتاجونه .

وكان يملك المال والجاه وينفق منها بغير حساب ، وكان في قرارة نفسه يقول " ان الناس لا يحتاجون المال وحده ولا الي الجاه ولكن يحتاجون الي الهدي والنور " .

وكان يقينه ان السر الاكبر الحقيقه التي تحيط بالحياة وتحرك الكون وبكلمه واحدة " الله .... فأين الطريق الي الله " .

اسلامه رضي الله عنه :-

يري ابو بكر الصديق رضي الله عنه رؤية ويهرول الي الرهبان لتفسيرها ، وكان في رحلة للشام " يري ان القمر نزل في مكة حيث تجزأ الي قطع واجزاء تفرقت علي جميع منازل مكه وبيوتها ثم تضامت الاجزاء مره اخري وعاد القمر الي كيانه الاول واستقر في حجر ابي بكر رضي الله عنه " .

تهلل وجه الراهب وقال له لقد هلت ايامه قال له ابو بكر " من هو قال له النبي الذي ننتظر وستؤمن به وستكون اسعد الناس به " .

وترحل القافلة بعد تجارتها في الشام وعلي ابواب مكه يقف ابو جهل ( عمرو بن هشام ) ويقول ما سمعت يا عتيق وكان يسمي ابو بكر قبل الاسلام "عتيقا " ان محمد يقول ان الله ارسله لنعبد الله وحده وانه في السماء قال ابو بكر " إن قال فقد صدق " هكذا كان منطق الإيمان في وعي الرجل الرشيد ابو بكر الصديق .

غادر ابو بكر الصديق رضي الله عنه داره الي دار الرسول صلى الله عليه وسلم تسبقه اشواقه وكان الرسول في داره مع زوجته ( السيدة خديجه رضي الله عنها ) التي كانت اول العالمين إسلاماً معه وإيماناً به .

قرع ابو بكر الباب ونادي وقال الرسول " انه عتيق يا خديجه " وسارع الرسول الي لقاء صاحبه .

" وقال ابو بكر أصحيح ما سمعت " وقال له الرسول صلي الله عليه وسلم " ما سمعت ؟ " قال ابو بكر الصديق قالوا " ان الله ارسلك الينا لنعبده ولا نشرك به شيئاً " قال له الرسول صلي الله عليه وسلم " وماذا كان جوابك ؟ " قال ابو بكر الصديق قلت لهم " إن كان قال فقد صدق " .

وفاض عينا رسول الله من الدمع فرحاً به وعانق صاحبه وقبل جبينه ومضي يقص عليه الرسول صلي الله عليه وسلم نزول الوحي وما حدث في غار حراء وخفض ابو بكر رأسه في خشوع لله وشد بكلتا يديه علي يمين رسول الله وقال :-

" أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَا الله وَأنَّكَ رَسُولَ الله "

" هكذا اسلم ابو بكر في هدوء ويقين "

مناقب ابو بكر الصديق رضي الله عنه :-

جاء في اليوم الثاني الي الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه خمسه من قريش اقنعهم بالاسلام وهم :-

( عثمان بن عفان - الزبير بن العوام - عبد الرحمن بن عوف - سعد بن ابي وقاص -طلحه بن عبيد الله )

وكانت هذه اول بركات ابو بكر الصديق رضي الله عنه

اسلم رضي الله عنه وله اربعون الف درهم ومات وما ترك ديناراً ولا درهماً فأنفقهما جميعا في سبيل الله .
اعتق سبعه كانوا يعذبون في الله ( بلال ، عامر بن فهيره ، وزنيره ، النهديه وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عبيس ، رضي الله عنهم جميعاً ) .

ومن اعظم مناقبه رضي الله عنه قول الله تعالي " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا " ( التوبه 40) .
روي الرسول صلي الله عليه وسلم أنه قال " رأيت في المنام كأني وُزِنتٌ بأمتي فرجحت ثم وزن ابو بكر فرجح ثم وزن عمر فرجح " .
وقال صلي الله عليه وسلم " من سره ان ينظر الي عتيق من النار فلينظر الي ابي بكر " .
وروي عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد ان النبي صلي الله عليه وسلم قال " ابو بكر في الجنة و عمر في الجنه وعثمان في الجنه وعلي في الجنه وطلحه في الجنه والزبير في الجنه وعبد الرحمن بن عوف في الجنه وسعد " .

" وهكذا بشره الرسول بالجنة "

صحب ابي ابكر النبي صلي الله عليه وسلم قبل البعثه وسبق الي الايمان به واستمر معه طول اقامته في مكه ورافقه في الهجرة وفي الغار وفي المشاهد كلها وكانت الراية معه يوم ( تبوك ) وكان " الخليفه الاول للمسلمين " بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم .
سُئِلَ الرسول من احب الناس اليك قال ( عائشه ) قيل من الرجال قال ( ابوها ) .

وفاة ابو بكر الصديق رضي الله عنه :-

اختلفت الروايات في وفاته رضي الله عنه علي عدة اقوال فقد قيل انه مات بالسُمّ قد وضعه له اليهود قبل عام من وفاته .

وروي انه مات بالحمي اثر اغتساله بماء بارد في يوم شديد البرودة فأصابته حمي وتوفي رضي الله عنه في سنة ثلاث عشر من الهجره وكان عمره ثلاث وستين سنه رضي الله عنه وارضاه وجزاه خير الجزاء عن الاسلام والمسلمين .

اللهم لا تحرمنا اجر حبهم واحشرنا في زمرتهم اللهم امين يارب العالمين .