بسم الله الرحمن الرحيم

نستكمل ما بدأناه من سرد ما تيسر لنا عن زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم 

سوف نتكلم اليوم عن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها

اسمها ونسبها :-

زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبره بن مره ،  امها اميمه بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، اخوها عبد الله بن جحش وهو من اوائل المسلمين والذي استشهد في أحد وهي بنت عمة الرسول صلي الله عليه وسلم وهي من الاوائل في الاسلام وكانت رضي الله عنها من المهاجرين الاوائل .

زواجها من زيد بن حارثه :-

انها الفتاه الوضيئه ( الجميله ) من اشراف وسادة قريش تقدم لخطبتها زيداً بأمر من رسول الله صلي الله عليه وسلم فرفضت وقالت كيف اتزوجه وهو مولي وانا سيده فلما قال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الامر فقالت لا اخالف الله ورسوله في امر ابداً ونزل قول الله تعالي " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) " الاحزاب .

وبهذه الواقعه اراد النبي صلي الله عليه وسلم ان يحطم الفوارق الطبقية الموروث فيصبح الناس سواسيه كأسنان المشط لا فضل لاحد علي احد الا بالتقوي .

وهذه الايه عامة في جميع الامور  وكان صداقها من زيداً عشرة دنانير وستين درهم وخماراً وملحفه ودرع وخمسين مداً من طعام وعشر امداد من التمر .

طلاقها من زيد بن حارثه :-

لم تقدر زينب ان تقاوم طبيعتها في التأبي علي زيد كونها سيده وهو مولي قبل الاسلام فكان الطلاق امراً حتمياً .

ولما كان الوداد والحب مفقود بينهم فشكي زيد لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له اريد ان اطلق زينب فرده الرسول صلي الله عليه وسلم وقال له " اتقِ الله وامسك عليك زوجك " فنزل قوله تعالي " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ "الأحزاب: 37 " .

حكمة تشريعية عظيمة :-

فالله تعالي قد اخبر نبيه ان زينب بنت جحش ستكون زوجة من زوجاته ، لكن النبي صلي الله علي وسلم خاف المنافقين واقوالهم ؛ لان زيداً " ابن للنبي  بالتبني " لكن الله تعالي اخرج ما كان في صدر النبي صلي الله عليه وسلم ليكون زواجه من السيده زينب بنت جحش رضي الله عنها " ذات حكمه تشريعيه عظيمة " وهي اسقاط التبني واول من يطبق هذه الحكمة هو النبي صلي الله عليه وسلم علي من تبناه .

اذا كان زيد منسوباً للنبي صلي الله عليه وسلم فكان يقال له ( زيد بن محمد )

ثم اسقط التبني فنسب لاسمه الحقيقي " زيد بن حارثه " .

زواجها من الرسول صلي الله عليه وسلم :-

بعد طلاقها من زيد بن حارثه وانقضت عدتها فكان امر التزويج فقد كان التزويج من فوق سبع سماوات فالذي زوجها لرسولنا الكريم هو الله سبحانه وتعالي بمعني انه اوحي اليه ان يدخل عليها بلا ولي ولا عقد ولا مهر ولا شهود من البشر  قال تعالي " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " الاحزاب 37 .

بكانت رضي الله عنها تقول لرسول الله صلي الله عليها وسلم اني لادل عليك بثلاث وما من نسائك تدلي بهن ان جدي وجدك واحد ، واني انكحنيك الله عز وجل من السماء وان السفير جبريل عليه السلام .

كانت رضي الله عنها تفخر وتقول زوجكن اهاليكم وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سماوات

مناقب السيدة زينب بنت جحش :-

من اهم واجمل مناقب السيده زينب بنت جحش رضي الله عنها نزول اية الحجاب في صبيحة عرسها بالرسول صلي الله عليه وسلم .

وقال الرسول صلي الله عليه وسلم ( اسرعكن لحاقاً بي اطولكن يداً ) اليد التي تعطي وتبذل كل سخاء وجود في سبيل الله .

روت رضي الله عنها احدي عشر حديثاً عن رسول صلي الله عليه وسلم ومنهم :-

1. ان الله انكحني في السماء .
2. ويل للعرب من شر قد اقترب .
3. لا يحل لامرأه تؤمن بالله واليوم الاخر ان تحد علي ميت فوق ثلاث إلا علي زوج اربعه اشهر وعشرا .

لما احست بدنو الأجل قالت لأختها حنه بنت جحش لي كفن وسوف يرسل عمراً كفناً فتصدقي باحداهن وقد كان موتها فى سنة عشرين من الهجره وغسلها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليها عمر وكبر عليها اربع ورش على قبرها الماء .

رضى الله عن امهات المؤمنين جميعا اللهم لاتحرمنا اجر حبهم واحشرنا اللهم فى زمرتهم امين يارب العالمين 

إلى اللقاء مع زوجه أخرى من ازواج الحبيب صلى الله عليه وسلم .